عايد الشخانبه
مزارع محلي يمهد الطريق لقطاع زراعي مستدام في الأردن
تعتبر الزراعة التقليدية بالنسبة لبعض العائلات، الهوية التي توحد الأجيال من مختلف الأعمار، الكبيرة في السن منها والشابة، التي تتمايز عن بعضها بالتقنيات الرقمية المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يحتفظ المزارعون بأهميتهم عبر الأجيال، حيث يستمرون في كونهم من الركائز الأساسية الفاعلة في المجتمع. ولا أحد يتفهم هذا الأمر أكثر من عايد الشخانبه، المزارع الأردني المخلص صاحب مزارع تالا في مادبا.
تعمل عائلة عايد في الزراعة منذ الستينيات، وبدأ بمساعدة والده عندما كان فتى لا يتعدى ثماني سنوات من العمر. "نحن عائلة مكونة من 17 فردًا ؛ لدي 7 إخوة، و 8 أخوات. وكما تعلمون، تعتمد استمرارية الزراعة في العائلات الممتدة على العلاقة بين أفراد الأسرة". قال عايد. ولم تنطلق الزراعة بجدية في بلدة مادبا الصغيرة، حتى أواخر الستينيات. ومع وفرة مصادر المياه في ذلك الوقت وتدفقها المستمر، اعتمد عليها السكان، بما في ذلك عائلة عايد، لفترة من الوقت للازدهار وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
السيد عايد الشخانبة متقاعد الآن ومقيم مع أسرته؛ وكان أثناء العمل في مزرعته يبحث عن طرق لاعتماد تقنيات زراعية جديدة بما في ذلك الزراعة المائية، من أجل مواكبة المتطلبات المتطورة للأعمال الزراعية، وزيادة إنتاجية المحاصيل.
"تتطلب الزراعة التقليدية الكثير من العمل والجهد والقوى العاملة والدعم المالي" قال عايد، وكان يمارس أعمال الحراثة والزراعة والري يدويًا، ويستغرق ذلك الوقت الطويل والجهد. وقد سعى في مواجهة مثل هذه الظروف القاسية إلى الحصول على دعم من مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن، وهو مشروع مدته 5 سنوات ممول من وزارة الخارجية الهولندية، جرى تنفيذه من قبل شركة إيكو كونسلت بهدف تعزيز النمو الاقتصادي، من خلال تطوير القطاع الزراعي وتحسين كفاءة وإنتاجية القطاع، مع إيجاد فرص عمل في سلسلة القيمة للإنتاج الزراعي، وزيادة فرص كسب العيش للأردنيين وللاجئين السوريين.
كان السيد عايد الشخانبه يمثل النموذج الذي يبجث عنه مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن/ من حيث أنه: مزارع متفاني في العمل، وحيوي، وملتزم بتمكين المجتمع والاندماج الاجتماعي في التنمية الاقتصادية. وقد تم من خلال الشراكة مع المشروع بناء ستة بيوت زراعية بلاستيكية جديدة، وتجهيزها بأنظمة الزراعة المائية الحديثة.
كانت البداية بزراعة الخس، واستكملت بمجموعة متنوعة من المحاصيل: اللفت، والكرفس، والبروكلي؛ وكذلك البصل الأخضر. "كان الدعم الذي تلقيناه من مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن استثنائيًا، وكنت راضيًا بشكل خاص بعد رؤية جودة المنتج. لأكون صريحًا، كنت متشككًا جدًا في البداية، لكن النتائج الرائعة التي حققناها قد أذهلتني”، قال السيد عايد الشخانبه.
ونتيجة لذلك، نجحت مزارع تالا في توفير ما يقرب من 70٪ من فاتورة المياه، وتقليل تكاليف العمالة والمدخلات الزراعية المرتبطة بها؛ الري والتسميد والمواد الزراعية التكميلية. "لقد أتاحت هذه الشراكة أيضًا فرصة لنا لتوظيف المزيد من الأردنيين واللاجئين السوريين" أضاف السيد عايد الشخانبة.
وقد أدى تأثير الشراكة، وفقًا للسيد عايد الشخانبه، إلى إنتاج ما يقرب من نصف مليون خسّة سنويًا. وتعد مزارع تالا حاليًا موردًا حيويًا للمؤسسات والفنادق الرئيسية في مدن عمان وإربد والعقبة. علاوة على ذلك، تفكر مزارع تالا الآن، بعد هذه القفزة الهائلة في الإنتاج، والتخفيف المستمر من العقبات القطاعية، في بدء التصدير إلى الكويت والعراق.
وهكذا، تقدم مزارع تالا نموذجًا تنمويًا رائعًا وناجحًا لبناء نظام سوق مستدام، يبدأ ويزدهر من خلال بناء الشراكات مع المجموعات المجتمعية، ومواءمة أهداف العمل مع مصالحها.