اعتماد تقنيات الزراعة المائية
يستخدم غالبية المزارعين في الأردن البيوت البلاستيكية البسيطة، التي توفر خيارات محدودة من حيث التحكم بالظروف المناخية ومكافحة الآفات الزراعية. ويتيح هذا المشروع للمزارعين الإستفادة من تطبيقات التقنيات الريادية للزراعة المائية، التي تهدف إلى رفع كفاءة واستدامة القطاع الزراعي في الأردن.
ويمكّن هذا النهج المزارعين من تطبيق الممارسات التكنولوجية الحديثة في الري، للحصول على منتجات زراعية عالية الجودة تلبي متطلبات السوق المحلّي، وتمتلك القدرة على منافسة المنتجات الإقليمية والدولية.
مزايا الزراعة المائية:
- رفع كفاءة استخدام مياه الري
- الحدّ من استخدام المبيدات
- إطالة مواسم الإنتاج بمعدلات نمو مرتفعة، ومنتجات عالية الجودة
- التحكم في الظروف المناخية: مما يسمح بنمو المحاصيل في أي مكان وفي أي وقت
- التقليل من استخدام مبيدات الافات
ويمكن من خلال اعتماد حلول الزراعة المائية، تطوير العمليات الزراعية، واستخدام الأساليب المناسبة للبيئات الجافة وشبه الجافة في الأردن. وهذا يتطلب نشاطًا بدنيًا أقل مقارنة بالزراعية التقليدية، مما يشجع الأردنيين على العمل في هذا القطاع. كما تدعم هذه التكنولوجيا الحديثة إنشاء شراكات عمل جديدة لسد الفجوات الحالية في سلسلة القيمة الخاصة بأعمال الزراعة المائية.
يعتمد تصميم الحلول المناسبة لكل مرحلة من مراحل الإنتاج الزراعي، وسلسلة ما بعد الحصاد على احتياجات الأسواق التقليدية والجديدة، ونوافذ التسويق المتاحة، وقدرة المزارعين على الاستثمار، وقدرتهم على اعتماد وتطبيق هذه الحلول. ويساهم مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن بشكل مباشر في النمو المستدام للقطاع الزراعي، كما يساهم في التغلب على التحديات الناتجة عن نقص المصادر المائية (وذلك بتوفير ما نسبته 40-80٪ من الإحتياجات المائية للنبات).
قام المشروع قبل بدء نشاطاته بإجراء تقييم لاحتياجات المزارعين. واختار بناءً على معايير وحوافز محددة، اثنين من المزارعين المؤهلين والملتزمين هما السيدان محمد أبو سيدو وفراس الجبالي، ليكونوا "المتبنّين الأوائل" للمشروع في مزارعهم. وقام فريق المشروع بعد ذلك، بتطوير تصميمً تقني للبيت الزراعي البلاستيكي الحديث الذي سيقام في مزارع كل منهما بالتشاور معهم.
يشتمل تطوير تقنيات الزراعة المائية في الأردن، على غرار بلدان أخرى، على مجموعة واسعة من التقنيات والأنظمة. ويهدف المشروع إلى تطبيق هذه التقنيات والأنظمة في بيوت زراعية بلاستيكية مقامة في بيئتين مناخيتين متميزتين: في وادي الأردن والمناطق المرتفعة، حيث تختلف الظروف الزراعية، ونوعية المياه، والإمكانيات التسويقية، مما يتطلب حلولًا مصممة خصيصًا لكل موقع.
قام مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن بإنشاء بيتين زراعيين بلاستيكيين حديثين بكامل تجهيزاتهما في كل من مزارع السيدين محمد أبو سيدو وفراس الجبالي. وقد تم ذلك بمساعدة العديد من الشركات الموردة الهولندية والمحلية، حيث تم اعتماد اجراءات زراعية شاملة تستخدم إطارًا صارمًا من الضوابط والمعايير التي تعمل على تحسين المخرجات الزراعية بشكل كبير.
مزارع محمد أبو سيدو
تم إنشاء مزارع أبو سيدو في عام 1970 كشركة عائلية يملكها السيد حسن أبو سيدو وأبناؤه. بدأت المزارع ببيت بلاستيكي واحد. وتمتد الآن لتشمل 1500 بيت بلاستيكي، بالإضافة إلى 150 دونم من الزراعة التقليدية. تنتج المزارع الخضروات بشكل رئيسي، وتتوسع في إنتاج الفاكهة. ويعتبر السيد أبو سيدو أيضًا رائداً مجتمعياً في المجال الزراعي، ومركزاً لتدريب المزارعين الآخرين، وتزويدهم بالمعرفة والخبرة اللازمة، من خلال تعريفهم بالتقنيات الحديثة والمشاهدات الحقلية لتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة، والتي تؤدي إلى المساهمة في الأمن الغذائي والتوفير في مياه الري.
حرصت مزارع أبو سيدو على الاستمرار في التطور في كلٍّ من جودة وكمية منتجاتها. وبناء عليه، فقد قام مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن بتقديم الدعم اللازم لتركيب نظام متطور للزراعة المائية، وبيت زراعي بلاستيكي حديث لتحقيق فوائد ملموسة في الإنتاج الزراعي. ويمكن من خلال هذا النظام التحكم بالظروف الجوية واستخدام الزراعة المائية لإنتاج مجموعة متنوعة من البندورة الكرزية. وقد جرى إنشاء البيت البلاستيكي ، واستعمال الصوف الصخري كمادة بديلة للتربة، لإنتاج مجموعة متنوعة من البندورة الكرزية. ويعتبر الصوف الصخري أحد أكثر المواد البديلة للتربة المستخدمة في الزراعة المائية شيوعًا.
استغرقت أعمال بناء البيت البلاستيكي قرابة خمسة أشهر، بدأت بتسوية الأرض للحصول على الميلان المطلوب لبناء الهيكل الفولاذي والغطاء البلاستيكي. يتكون البيت البلاستيكي من 14 مقطع، وتبلغ مساحته الكلية 7.056 متر مربع، وعرض كل مقطع 9.6 متر، وطوله 52.5 متر. ويبلغ الإرتفاع عند المزراب 6 أمتار وأعلى ارتفاع عند قمة البيت 8.7 متر.
مزارع فراس الجبالي
تعتبر شركة الجبالي، التي تأسست في السبعينيات كشركة عائلية، من أكبر الشركات الزراعية التي تضمّ المزارعين والمصدرين في مجال الإنتاج الزراعي في الأردن. والجبالي موزع معتمد للمدخلات الزراعية مثل البذور والأسمدة والمبيدات والآلات. وهو أيضًا وكيل معتمد لشركة دولية لإكثار النباتات، ويحمل شهادة تصدير.
تنتج مزارع الجبالي العديد من الخضار والفواكه ، وتصدر منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية والروسية والخليجية. وتستخدم المزارع مرافق ما بعد الحصاد، وتعتمد على نوعية المياه الجيدة لري المحاصيل.
قام مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن بدعم مزارع فراس الجبالي في تركيب نظام متطور للزراعة المائية وبيت زراعي بلاستيكي حديث بمساحة 7.2 دونم، لإنتاج أنواع مختلفة من البندورة الكرزية والفلفل في مادة زراعية من قشور جوز الهند. ويعد هذا الوسط وسيلة نموّ مثالية تتكون من قشور جوز الهند الليفية التي تحتفظ بالماء بشكل استثنائي مع الاستمرار في تعزيز الصرف الجيد للمياه والتهوية.
استغرقت أعمال البناء ما يقرب من 7 أشهر، بدأت بتسوية الأرض للحصول على الميلان المطلوب لإنشاء الهيكل الصلب للبيت ومن ثم تغليفه بالستائر البلاستيكية. والبيت الحديث مكوّن من 14 مقطع، بعرض 9.6 متر وبطول 54 متر لكل مقطع.
المزارعون المستفيدون من مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن 
قام مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن، بدعم ما مجموعه 10 من المزارعين الرواد، ومن ذوي الحيازات الزراعية المتوسطة والصغيرة، في تبني تقنيات الزراعة المائية الحديثة، ومنشآت البيوت الزراعية المتقدمة.
ومن هؤلاء المزارعين السيد عايد الشخانبه صاحب مزارع تالا في مادبا، وهو مزارع أردني متخصص يعمل في الزراعة منذ الستينيات، ويبحث عن طرق لاعتماد تقنيات زراعية حديثة من أجل مواكبة المتطلبات المتطورة في الإستثمار الزراعي وزيادة المحاصيل.
قام مشروع تطوير الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن بدعم مزارع تالا في إنشاء ستة بيوت بلاستيكية جديدة مجهزة بأنظمة الزراعة المائية. تُزرع البيوت البلاستيكية بشكل أساسي بنبات الخس، ولكنها تحتوي أيضًا على محاصيل أخرى مثل الملفوف والكرافس والبروكلي والبصل الأخضر. وقد استفادت مزارع تالا من هذا الدعم لتزيد إنتاجها إلى ما يقارب نصف مليون خسة سنويًا. وأصبحت مؤخرًا موردًا حيويًا للمؤسسات والفنادق الرئيسية في مدن عمان وإربد والعقبة.